من انامن قال أن الأمر لا يستدعي البُكاء؟
ليس في الأمرِ ما يستدعي البُكاء ، صحيح؟
أعني .. سأحزن و سأختبئ في الفراش وأغلقُ باب غرفتي وربما أطفئُ الأنوار .. و ألتزمُ الصمت وأحدّقُ في الظلام! ريثما يُغالبُني النعاسُ وأنام .. ذاك أفضلُ بكثير ..
هممم ، قد أستمعُ لقصيدة حزينة للبدر ، أقرأ لفاروق ، و أُطالِعُ بعض الصفحات لرواية أحببتك أكثر مما ينبغي ..
سأُمارسُ دور القوية ولن أذرف دمعتي!
اليوم، لستُ " أم دميعة " ، اليوم .. سأدّعي القوة ولن أبكي!
أعرِفُ كيف أحزن .. ولا أعرفُ كيف أبكي إن أردت ..
و لكن .. أحياناً ، يفاجأني البكاء .. فأتحسّسُ أثرَ دمعةٍ مرّة تنسابُ على خدّي .. و أحياناً أخرى .. كما اليوم ، استطعتُ أن أصمُد لأطول فترة ممكنة .. لأهرُب إلى غُرفتي و أستسلم للبكاءِ أخيراً!
من قال أن الأمر لا يستدعي البُكاء؟ لا! بل يستدعي!
ربما كان من الأفضلِ ألاّ أنخرِطَ في مسلسل الحزنِ ذاك ، وَ - فقط - أبكي .. هكذا ببساطة ..
أعتقدُ بأن كل دمعة تفرّ من عيني ، يفرّ معها ألمٌ من قلبي ..
البُكاء لن يُغيّر شيئاً ، لكنهُ وسيلةٌ للتخفّفِ من بعضِ الألمِ الساكنِ في القلب والذي لا يكادُ يبرحُ مكانه ، حتى يحلّ محلّهُ راحةٌ عجيبة .. لن تُعيدك مُبتسماً ، لكن - على الأقل - سينزاحُ بعضُ ما كان يُنغّصُ عليك يومك أو حياتك ..
سأبكي قدرَ ما استطاعت عيني أن تذرِفَ من دموع! قدر ما يستطيعُ قلبي أن يتخفّف من بعضِ حُزنه ..
سأبكي ولن أحزن كثيراً ..
سأكونُ قويّة! وإن بكيت! ليس في البُكاءِ أيّ ضعف!
الضعفُ الحقيقي هو أن تستسلم للحزن و تجعلهُ يعيثُ في روحِك وينهشُ منها ولا يجلبُ لها سوى الكآبة!
قالها لي مرّةً " الهم ياكل من الشخص " .. وأنا لن أدعهُ يأكلُ منّي بهذهِ البساطة ..
فـ لي ربٌ يُعينُني و يُلهِمُني صبراً ، أستطيعُ أن أكمِلُ بهِ يومي ..
ياربّ ، وحدك تعلمُ مافي نفسي .. فاجعلَ الهمّ صغيراً ضئيلاً لا يُنهِكُني ..
ياربّ ، وحدك القادرُ على أن تُبدّلَ بعض حُزني ، فرحاً يغمُرني ..
فـ ياربّ .. املأ قلبي راحةً و طمأنينةً بحبّك وإيمانِك ..
اضافة تعليق